• الموقع : موقع سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني .
        • القسم الرئيسي : النشاطات العامة .
              • القسم الفرعي : مقالات وأبحاث .
                    • الموضوع : العلامة الحسيني في رسالة الصوم:لنجعل من رمضان منطلقا للسلام ووقف العنف وحقن الدماء .

العلامة الحسيني في رسالة الصوم:لنجعل من رمضان منطلقا للسلام ووقف العنف وحقن الدماء

العلامة الحسيني في رسالة الصوم:لنجعل من رمضان منطلقا للسلام ووقف العنف وحقن الدماء



يطل علينا شهر اليمن والخير والبرکة و الغفران، شهر رمضان الفضيل"الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"، هذا الشهر الذي يمکن اعتباره مدرسة ربانية نتعلم ونستلهم منها دروسا لآخرتنا قبل دنيانا ولأنفسنا قبل غيرنا، فهو الشهر الذي يريد الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا نستدرك ونراجع أنفسنا وننظر ماحولنا ونترجم إيماننا بالله تعالى و تقوانا منه کعمل يتجسد في الواقع، هذا الشهر المبارك الذي لاحصر لفضائله و لبرکته، حري بنا أن نبارك قدومه لأنفسنا قبل غيرنا لأنه الشهر الذي يجعلنا نعود إلى أنفسنا، وقطعا فإننا نبارك قدومه للأمة الإسلامية جمعاء داعين من الله عزوجل أن يجعل هذه السنة أساسا لإشاعة السلام والأمن والإستقرار في بلداننا الإسلامية جميعا.
شهر رمضان الذي يتوجه خلاله المسلمون باختلاف طوائفم وبلدانهم وأعراقهم إلى ضيافة الرحمن حيث تغل فيه الشياطين وتفتح أبواب السماء للعائدين إلى طريق الحق والصواب والهدى القويم الذي يقود إلى الجنة، لايجب أن نستقبله هذه السنة ونحن نشهد أحداثا وتطورات مأساوية دامية في سوريا والعراق واليمن وليبيا و غيرها إستقبال الکرام، ذلك أنه وکما قال سيدنا ونبينا الحبيب المصطفى محمد"ص":{من أصبح و أمسى لايهتم بأمور المسلمين فليس منهم}، وإننا في هذا الشهر المبارك ونحن نتنعم بما أغدق الله تعالى علينا، واجب علينا أن نتذکر ساعة السحور وساعة الإفطار على حد سواء، أن هناك من أبناء أمتنا في العراق و سوريا واليمن من لايجد مايقتات عليه و يمنحه القوة و القدرة لصوم ‌هذا الشهر، وهنا حري علي أن أذکرکم ومن موقعي المرجعي بأنه واجب على کل واحد منا أن يفکر بما في مقدوره أن يقدمه لأخوته في الدين و العقيدة بعيدا جدا عن الحزازيات و قضايا الجذب و الشد السياسية.
منذ عام 2003 و الشعب العراقي يمر بمرحلة صعبة و بالغة التعقيد حيث تنهمر عليه المصائب و الکوارث و المآسي مدرارا ، أما سوريا فإنها ومن عام 2011، تواجه أحداثا دامية لم يتسن للشعب السوري أن واجه مثلها من قبل، بحيث نجد أن أبناء هذا الشعب باتوا يهيمون على وجوههم طلبا للأمن و الامان و الذي يحز في النفس و يقطع نياط القلب أنهم يقرعون أبواب بلدانا غير إسلامية، و نتساءل: أين صارت أمتنا الاسلامية؟ أين صارت النخوة العربية؟ أين صارت القيم و العادات و التقاليد الأصيلة لشعوبنا العربية الإسلامية؟ واسئلة أخرى کثيرة تتوارد في الخاطر و نحن نشهد المآسي الجارية في سوريا و العراق و اليمن، ونمنح لنفسنا الحق بأن نذکر أبناء أمتنا الاسلامية بمختلف أعراقها، بأن هذا الذي يجري ليس هو الحق و ليس هو کما أمرنا و أوصانا الله تعالى و نبيه الکريم في حق إخوتنا في الدين و العقيدة و الدم.
إننا مدعوون جميعا في هذا الشهر المبارك و نحن في ضيافة خالقنا و بارئنا، أن نشعر و نتحسس ونحن ننعم بالعيش الآمن الرغيد بما يعانيه أخوتنا اللاجئين من السوريين و العراقيين و اليمنيين و نبذل کل مابوسعنا من أجل أن نجد فسحة و متنفسا و مجالا يمکننا من خلاله أن نقدم شيئا لأخوتنا في هذه البلدان ولاسيما الدعاء بالفرج لهم، ويجب على کل مسلم و مسلم أن يعلم بأنه مسٶول شرعا عن اداء واجبه الشرعي حيال إخوانه في سوريا و العراق و اليمن حيث إن ذلك مکمل لإيمانه و دينه.
في هذا الشهر المبارك و نحن في ضيافة الرحمن، فإننا نتطلع الى إخواننا في مناطق القتال و المواجهة بين أبناء الوطن و الدين و العرق الواحد و نناشدهم بکرامة و برکة هذا الشهر المبارك من أجل إيقاف حمامات الدم والذي حرمه الله تعالى في هذا الشهر وأن يضعوا المکانة المبارکة و المتميزة لهذا الشهر الکريم في حسابهم وأن يعلموا بأنه لاجدوى أو خير من هذه المواجهة أبدا وهذه الحقيقة يدرکها الجميع ولکنهم و وفق القاعدة القرآنية"فجحدوا بها و إستيقنتها أنفسهم"، يسعون عبثا لما هو خلاف ذلك، ومن هنا، فإنه من الضروري و الواجب معا على کل هٶلاء الذين يسفکون دماء بعضهم البعض و يترکون أعداءهم و الذين يتربصون بهم شرا آمنين، أن يعودوا الى أنفسهم و الى ربهم و الى الحق و يسعوا کي يجعلوا من هذا الشهر و في هذه السنة بالذات شهر السلام و الخير و الوئام و تصافي القلوب و وحدة الصف و الکلمة، اللهم أشهد إني بلغت.
*العلامة السيد محمد علي الحسيني                
 


  • المصدر : http://www.mohamadelhusseini.com/subject.php?id=132
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28